8مصاحف

الخميس، 30 يونيو 2022

كتاب العلل للترمذي

العلل للترمذي


كتاب العلل للترمذي
قال أبو عيسى جميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به وقد أخذ به بعض أهل العلم ما خلا حديثين حديث ابن عباس أن النبي ﷺ جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر ولا مطر . وحديث النبي ﷺ أنه قال إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه .
وقد بينا علة الحديثين جميعا في الكتاب . قال وما ذكرنا في هذا الكتاب من اختيار الفقهاء فما كان منه من قول سفيان الثوري فأكثره ما حدثنا به محمد بن عثمان الكوفي حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان . ومنه ما حدثني به أبو الفضل مكتوم بن العباس الترمذي حدثنا محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان . وما كان فيه من قول مالك بن أنس فأكثره ما حدثنا به إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا معن بن عيسى القزاز عن مالك بن أنس .
وما كان فيه من أبواب الصوم فأخبرنا به أبو مصعب المدني عن مالك بن أنس . ومنه ما أخبرنا به موسى بن حزام قال حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك بن أنس . وما كان فيه من قول ابن المبارك فهو ما حدثنا به أحمد بن عبدة الآملي عن أصحاب ابن المبارك عن ابن المبارك . ومنه ما روي عن أبي وهب محمد بن مزاحم عن ابن المبارك . ومنه ما روي عن علي بن الحسن عن عبد الله . ومنه ما روي عن عبدان عن سفيان بن عبد الملك عن ابن المبارك . ومنه ما روي عن حبان بن موسى عن ابن المبارك . ومنه ما روي عن وهب بن زمعة عن فضالة النسوي عن عبد الله بن المبارك . وله رجال مسمون سوى من ذكرنا عن ابن المبارك .
وما كان فيه من قول الشافعي فأكثره ما أخبرنا به الحسن بن محمد الزعفراني عن الشافعي . وما كان من الوضوء والصلاة فحدثنا به أبو الوليد المكي عن الشافعي . ومنه ما حدثنا به أبو إسماعيل الترمذي حدثنا يوسف بن يحيى القرشي البويطي عن الشافعي . وذكر منه أشياء عن الربيع عن الشافعي وقد أجاز لنا الربيع ذلك وكتب به إلينا . وما كان فيه من قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم فهو ما أخبرنا به إسحاق بن منصور عن أحمد وإسحاق . إلا ما في أبواب الحج والديات والحدود فإني لم أسمعه من إسحاق بن منصور وأخبرني به محمد بن موسى الأصم عن إسحاق بن منصور عن أحمد وإسحاق . وبعض كلام إسحاق بن إبراهيم أخبرنا به محمد بن أفلح عن إسحاق وقد بينا هذا على وجهه في الكتاب الذي فيه الموقوف . وما كان فيه من ذكر العلل في الأحاديث والرجال والتاريخ فهو ما استخرجته من كتب التاريخ وأكثر ذلك ما ناظرت به محمد بن إسماعيل
ومنه ما ناظرت به عبد الله بن عبد الرحمن وأبا زرعة وأكثر ذلك عن محمد وأقل شيء فيه عن عبد الله وأبي زرعة ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن إسماعيل . قال أبو عيسى وإنما حملنا على ما بينا في هذا الكتاب من قول الفقهاء وعلل الحديث لأنا سئلنا عن هذا فلم نفعله زمانا ثم فعلناه لما رجونا فيه من منفعة الناس لأنا قد وجدنا غير واحد من الأئمة تكلفوا من التصنيف ما لم يسبقوا إليه منهم هشام بن حسان وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وسعيد بن أبي عروبة ومالك بن أنس وحماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من أهل العلم والفضل صنفوا فجعل الله في ذلك منفعة كثيرة فنرجو لهم بذلك الثواب الجزيل عند الله لما نفع الله به المسلمين فهم القدوة فيما صنفوا .
وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلام في الرجال وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرجال منهم الحسن البصري وطاوس تكلما في معبد الجهني وتكلم سعيد بن جبير في طلق بن حبيب وتكلم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي في الحارث الأعور وهكذا روي عن أيوب السختياني وعبد الله بن عون وسليمان التيمي وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وعبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من أهل العلم أنهم تكلموا في الرجال وضعفوا . وإنما حملهم على ذلك عندنا والله أعلم النصيحة للمسلمين لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعف هؤلاء لكى يعرفوا لأن بعض الذين ضعفوا كان صاحب بدعة وبعضهم كان متهما في الحديث وبعضهم كانوا أصحاب غفلة وكثرة خطإ فأراد هؤلاء الأئمة أن يبينوا أحوالهم شفقة على الدين وتثبتا لأن الشهادة في الدين أحق أن يتثبت فيها من الشهادة في الحقوق والأموال .
1 -
قال وأخبرني محمد بن إسماعيل، حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان، حدثني أبي قال، سألت سفيان الثوري وشعبة ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل، تكون فيه تهمة أو ضعف أسكت أو أبين قالوا بين .
2 -
حدثنا محمد بن رافع النيسابوري، حدثنا يحيى بن آدم، قال قيل لأبي بكر بن عياش إن أناسا يجلسون ويجلس إليهم الناس ولا يستأهلون . قال فقال أبو بكر بن عياش كل من جلس جلس إليه الناس وصاحب السنة إذا مات أحيا الله ذكره والمبتدع لا يذكر .
3 -
حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، أخبرنا النضر بن عبد الله الأصم، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، عن ابن سيرين، قال كان في الزمن الأول لا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد لكى يأخذوا حديث أهل السنة ويدعوا حديث أهل البدع .
4 -
حدثنا محمد بن علي بن الحسن، قال سمعت عبدان، يقول قال عبد الله بن المبارك الإسناد عندي من الدين لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء فإذا قيل له من حدثك بقي .
5 -
حدثنا محمد بن علي، أخبرنا حبان بن موسى، قال ذكر لعبد الله بن المبارك حديث فقال يحتاج لهذا أركان من آجر . قال أبو عيسى يعني أنه ضعف إسناده .
6 -
حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا وهب بن زمعة، عن عبد الله بن المبارك، أنه ترك حديث الحسن بن عمارة والحسن بن دينار وإبراهيم بن محمد الأسلمي ومقاتل بن سليمان وعثمان البري وروح بن مسافر وأبي شيبة الواسطي وعمرو بن ثابت وأيوب بن خوط وأيوب بن سويد ونصر بن طريف هو أبو جزء والحكم وحبيب بن حجر . والحكم روى له، حديثا في كتاب الرقاق ثم تركه وقال حبيب لا أدري .
7 -
قال أحمد بن عبدة وسمعت عبدان، قال كان عبد الله بن المبارك قرأ أحاديث بكر بن خنيس فكان أخيرا إذا أتى عليها أعرض عنها وكان لا يذكره .
8 -
قال أحمد وحدثنا أبو وهب، قال سموا لعبد الله بن المبارك رجلا يتهم في الحديث فقال لأن أقطع الطريق أحب إلى من أن أحدث عنه
9 -
قال وأخبرني موسى بن حزام، قال سمعت يزيد بن هارون، يقول لا يحل لأحد أن يروي عن سليمان بن عمرو النخعي الكوفي .
10 -
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو يحيى الحماني، قال سمعت أبا حنيفة، يقول ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفي ولا أفضل من عطاء بن أبي رباح .
11 -
قال أبو عيسى وسمعت الجارود، يقول سمعت وكيعا، يقول لولا جابر الجعفي لكان أهل الكوفة بغير حديث ولولا حماد لكان أهل الكوفة بغير فقه .
12 -
قال أبو عيسى وسمعت أحمد بن الحسن، يقول كنا عند أحمد بن حنبل فذكروا من تجب عليه الجمعة فذكروا فيه عن بعض أهل العلم من التابعين وغيرهم فقلت فيه عن النبي ﷺ حديث . فقال عن النبي ﷺ قلت نعم . حدثنا حجاج بن نصير حدثنا المعارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله ﷺ " الجمعة على من آواه الليل إلى أهله " . قال فغضب أحمد بن حنبل وقال استغفر ربك استغفر ربك مرتين .
13 -
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي، حدثنا يعلى بن عبيد، قال لنا سفيان الثوري اتقوا الكلبي . فقيل له فإنك تروي عنه . قال أنا أعرف صدقه من كذبه .
14 -
قال وأخبرني محمد بن إسماعيل، حدثني يحيى بن معين، حدثنا عفان، عن أبي عوانة، قال لما مات الحسن البصري اشتهيت كلامه فتتبعته عن أصحاب الحسن فأتيت به أبان بن أبي عياش فقرأه على كله عن الحسن فما أستحل أن أروي عنه شيئا .
15 -
أخبرني موسى بن حزام، قال سمعت صالح بن عبد الله، يقول كنا عند أبي مقاتل السمرقندي فجعل يروي عن عون بن أبي شداد الأحاديث الطوال التي، كان يروي في وصية لقمان وقتل سعيد بن جبير وما أشبه هذه الأحاديث فقال له ابن أخي أبي مقاتل يا عم لا تقل حدثنا عون فإنك لم تسمع هذه الأشياء . قال يا بنى هو كلام حسن . وقد تكلم بعض أهل الحديث في قوم من جلة أهل العلم وضعفوهم من قبل حفظهم ووثقهم آخرون من الأئمة بجلالتهم وصدقهم وإن كانوا قد وهموا في بعض ما رووا وقد تكلم يحيى بن سعيد القطان في محمد بن عمرو ثم روى عنه .
16 -
حدثنا أبو بكر عبد القدوس بن محمد العطار البصري، حدثنا علي بن المديني، قال سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو بن علقمة، قال تريد العفو أو تشدد فقال لا بل أشدد . قال ليس هو ممن تريد كان يقول أشياخنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب . قال يحيى وسألت مالك بن أنس عن محمد بن عمرو فقال فيه نحو ما قلت . قال علي قال يحيى ومحمد بن عمرو أعلى من سهيل بن أبي صالح وهو عندي فوق عبد الرحمن بن حرملة . قال علي فقلت ليحيى ما رأيت من عبد الرحمن بن حرملة قال لو شئت أن ألقنه لفعلت . قلت كان يلقن قال نعم . قال علي ولم يرو يحيى عن شريك ولا عن أبي بكر بن عياش ولا عن الربيع بن صبيح ولا عن المبارك بن فضالة . قال أبو عيسى وإن كان يحيى بن سعيد القطان قد ترك الرواية عن هؤلاء فلم يترك الرواية عنهم أنه اتهمهم بالكذب ولكنه تركهم لحال حفظهم . وذكر عن يحيى بن سعيد أنه كان إذا رأى الرجل يحدث عن حفظه مرة هكذا ومرة هكذا لا يثبت على رواية واحدة تركه . وقد حدث عن هؤلاء الذين تركهم يحيى بن سعيد القطان عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم من الأئمة . قال أبو عيسى وهكذا تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي صالح ومحمد بن إسحاق وحماد بن سلمة ومحمد بن عجلان وأشباه هؤلاء من الأئمة إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم في بعض ما رووا وقد حدث عنهم الأئمة .
17 -
حدثنا الحسن بن علي الحلواني، أخبرنا علي بن المديني، قال قال سفيان بن عيينة كنا نعد سهيل بن أبي صالح ثبتا في الحديث .
18 -
حدثنا ابن أبي عمر، قال قال سفيان بن عيينة كان محمد بن عجلان ثقة مأمونا في الحديث .
19 -
أخبرنا أبو بكر، عن علي بن عبد الله، قال قال يحيى بن سعيد قال محمد بن عجلان أحاديث سعيد المقبري بعضها سعيد عن أبي هريرة، وبعضها، سعيد عن رجل، عن أبي هريرة، فاختلطت على فصيرتها عن سعيد، عن أبي هريرة، . فإنما تكلم يحيى بن سعيد عندنا في ابن عجلان لهذا وقد روى يحيى، عن ابن عجلان الكثير، . قال أبو عيسى وهكذا من تكلم في ابن أبي ليلى إنما تكلم فيه من قبل حفظه . قال علي قال يحيى بن سعيد القطان روى شعبة عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب عن النبي ﷺ في العطاس .
20 -
وسمعت أحمد بن الحسن، يقول سمعت أحمد بن حنبل، يقول ابن أبي ليلى لا يحتج به . وكذلك من تكلم من أهل العلم في مجالد بن سعيد وعبد الله بن لهيعة وغيرهما إنما تكلموا فيهم من قبل حفظهم وكثرة خطئهم وقد روى عنهم غير واحد من الأئمة فإذا انفرد أحد من هؤلاء بحديث ولم يتابع عليه لم يحتج به كما قال أحمد بن حنبل ابن أبي ليلى لا يحتج به إنما عنى إذا تفرد بالشىء وأشد ما يكون هذا إذا لم يحفظ الإسناد فزاد في الإسناد أو نقص أو غير الإسناد أو جاء بما يتغير فيه المعنى فأما من أقام الإسناد وحفظه وغير اللفظ فإن هذا واسع عند أهل العلم إذا لم يتغير المعنى .
21 -
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، قال إذا حدثناكم على المعنى، فحسبكم .
22 -
حدثنا يحيى بن موسى، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قال كنت أسمع الحديث من عشرة اللفظ مختلف والمعنى واحد .
23 -
حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، قال كان إبراهيم النخعي والحسن والشعبي يأتون بالحديث على المعاني وكان القاسم بن محمد ومحمد بن سيرين ورجاء بن حيوة يعيدون الحديث على حروفه .
24 -
حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، قال قلت لأبي عثمان النهدي إنك تحدثنا بالحديث ثم تحدثنا به على غير ما حدثتنا . قال عليك بالسماع الأول .
25 -
حدثنا الجارود، حدثنا وكيع، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن، قال إذا أصبت المعنى أجزأك .
26 -
حدثنا علي بن حجر، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن سيف، هو ابن سليمان قال سمعت مجاهدا، يقول أنقص من الحديث إن شئت ولا تزد فيه .
27 -
حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، أخبرنا زيد بن حباب، عن رجل، قال خرج إلينا سفيان الثوري فقال إن قلت لكم أنا أحدثكم كل ما سمعت فلا تصدقوني إنما هو المعنى .
28 -
أخبرنا الحسين بن حريث، قال سمعت وكيعا، يقول إن لم يكن المعنى واسعا فقد هلك الناس . قال أبو عيسى وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان والتثبت عند السماع مع أنه لم يسلم من الخطإ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم .
29 -
حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، قال قال لي إبراهيم النخعي إذا حدثتني فحدثني عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير فإنه حدثني مرة بحديث ثم سألته بعد ذلك بسنين فما أخرم منه حرفا .
30 -
حدثنا أبو حفص، عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، عن منصور، قال قلت لإبراهيم ما لسالم بن أبي الجعد أتم حديثا منك قال لأنه كان يكتب .
31 -
حدثنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، حدثنا سفيان، قال قال عبد الملك بن عمير إني لأحدث بالحديث فما أدع منه حرفا .
32 -
حدثنا الحسين بن مهدي البصري، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال قتادة ما سمعت أذناى، شيئا قط إلا وعاه قلبي .
33 -
حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال ما رأيت أحدا أنص للحديث من الزهري .
34 -
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا سفيان بن عيينة، قال قال أيوب السختياني ما علمت أحدا كان أعلم بحديث أهل المدينة بعد الزهري من يحيى بن أبي كثير .
35 -
حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، قال كان ابن عون يحدث فإذا حدثته عن أيوب، بخلافه تركه فأقول قد سمعته . فيقول، إن أيوب كان أعلمنا بحديث محمد بن سيرين .
36 -
حدثنا أبو بكر، عن علي بن عبد الله، قال قلت ليحيى بن سعيد أيهما أثبت هشام الدستوائي أم مسعر قال ما رأيت مثل مسعر كان مسعر من أثبت الناس .
37 -
حدثنا أبو بكر عبد القدوس بن محمد، قال حدثني أبو الوليد، قال سمعت حماد بن زيد، يقول ما خالفني شعبة في شيء إلا تركته .
38 -
قال قال أبو بكر وحدثني أبو الوليد، قال قال لي حماد بن سلمة إن أردت الحديث فعليك بشعبة .
39 -
حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو داود، قال شعبة ما رويت عن رجل، حديثا واحدا إلا أتيته أكثر من مرة والذي رويت عنه عشرة أحاديث أتيته أكثر من عشر مرار والذي رويت عنه خمسين حديثا أتيته أكثر من خمسين مرة والذي رويت عنه مائة أتيته أكثر من مائة مرة إلا حيان الكوفي البارقي فإني سمعت منه هذه الأحاديث ثم عدت إليه فوجدته قد مات .
40 -
حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا ابن مهدي، قال سمعت سفيان، يقول شعبة أمير المؤمنين في الحديث .
41 -
حدثنا أبو بكر، عن علي بن عبد الله، قال سمعت يحيى بن سعيد، يقول ليس أحد أحب إلى من شعبة ولا يعدله أحد عندي وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان . قال علي قلت ليحيى أيهما أحفظ للأحاديث الطوال سفيان أو شعبة قال كان شعبة أمر فيها . قال يحيى بن سعيد وكان شعبة أعلم بالرجال فلان عن فلان وكان سفيان صاحب أبواب .
42 -
حدثنا عمرو بن علي، قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول الأئمة في الأحاديث أربعة سفيان الثوري ومالك بن أنس والأوزاعي وحماد بن زيد .
43 -
حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال سمعت وكيعا، يقول قال شعبة سفيان أحفظ مني ما حدثني سفيان عن شيخ بشيء فسألته إلا وجدته كما حدثني . سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري قال سمعت معن بن عيسى القزاز يقول كان مالك بن أنس يشدد في حديث رسول الله ﷺ في الياء والتاء ونحوهما .
44 -
حدثنا أبو موسى، حدثني إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري، قاضي المدينة قال مر مالك بن أنس على أبي حازم وهو جالس فجازه فقيل له لم لم تجلس فقال إني لم أجد موضعا أجلس فيه وكرهت أن آخذ حديث رسول الله ﷺ وأنا قائم .
45 -
حدثنا أبو بكر، عن علي بن عبد الله، قال قال يحيى بن سعيد مالك عن سعيد بن المسيب، أحب إلى من سفيان الثوري عن إبراهيم النخعي، . قال يحيى ما في القوم أحد أصح حديثا من مالك بن أنس كان مالك إماما في الحديث .
46 -
سمعت أحمد بن الحسن، يقول سمعت أحمد بن حنبل، يقول ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان . قال أحمد بن الحسن وسئل أحمد بن حنبل عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي فقال أحمد وكيع أكبر في القلب وعبد الرحمن إمام .
47 -
سمعت محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان الثقفي البصري، يقول سمعت علي بن المديني، يقول لو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر أحدا أعلم من عبد الرحمن بن مهدي . قال أبو عيسى والكلام في هذا والرواية عن أهل العلم تكثر وإنما بينا شيئا منه على الاختصار ليستدل به على منازل أهل العلم وتفاضل بعضهم على بعض في الحفظ والإتقان ومن تكلم فيه من أهل العلم لأى شيء تكلم فيه . قال أبو عيسى والقراءة على العالم إذا كان يحفظ ما يقرأ عليه أو يمسك أصله فيما يقرأ عليه إذا لم يحفظ هو صحيح عند أهل الحديث مثل السماع .
48 -
حدثنا حسين بن مهدي البصري، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، قال قرأت على عطاء بن أبي رباح فقلت له كيف أقول فقال قل حدثناه .
49 -
حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبي عصمة، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، أن نفرا، قدموا على ابن عباس من أهل الطائف بكتب من كتبه فجعل يقرأ عليهم فيقدم ويؤخر فقال إني بلهت لهذه المصيبة فاقرءوا على فإن إقراري به كقراءتي عليكم
50 -
حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن منصور بن المعتمر، قال إذا ناول الرجل كتابه آخر فقال ارو هذا عني فله أن يرويه .
51 -
وسمعت محمد بن إسماعيل، يقول سألت أبا عاصم النبيل عن حديث، فقال اقرأ على . فأحببت أن يقرأ هو فقال أأنت لا تجيز القراءة وقد كان سفيان الثوري ومالك بن أنس يجيزان القراءة .
52 -
حدثنا أحمد بن الحسن، حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي المصري، قال قال عبد الله بن وهب ما قلت حدثنا فهو ما سمعت مع الناس وما قلت حدثني فهو ما سمعت وحدي وما قلت أخبرنا فهو ما قرئ على العالم وأنا شاهد وما قلت أخبرني فهو ما قرأت على العالم . يعني وأنا وحدي .
53 -
سمعت أبا موسى، محمد بن المثنى يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول حدثنا وأخبرنا واحد، .
54 -
قال أبو عيسى كنا عند أبي مصعب المديني فقرئ عليه بعض حديثه فقلت له كيف نقول فقال قل حدثنا أبو مصعب . قال أبو عيسى وقد أجاز بعض أهل العلم الإجازة وإذا أجاز العالم لأحد أن يروي لأحد عنه شيئا من حديثه فله أن يروي عنه .
55 -
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا وكيع، عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك، قال كتبت كتابا عن أبي هريرة، فقلت أرويه عنك . فقال نعم .
56 -
حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي، حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، عن عوف الأعرابي، قال قال رجل للحسن عندي بعض حديثك أرويه عنك قال نعم .
57 -
قال أبو عيسى ومحمد بن الحسن إنما يعرف بمحبوب بن الحسن وقد حدث عنه، غير واحد من الأئمة .
58 -
حدثنا الجارود بن معاذ، حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، قال أتيت الزهري بكتاب فقلت هذا من حديثك أرويه عنك قال نعم .
59 -
حدثنا أبو بكر، عن علي بن عبد الله، عن يحيى بن سعيد، قال جاء ابن جريج إلى هشام بن عروة بكتاب فقال هذا حديثك أرويه عنك فقال نعم . قال يحيى فقلت في نفسي لا أدري أيهما أعجب أمرا . قال علي سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني فقال ضعيف . فقلت إنه يقول أخبرني . فقال لا شىء إنما هو كتاب دفعه إليه . قال أبو عيسى والحديث إذا كان مرسلا فإنه لا يصح عند أكثر أهل الحديث قد ضعفه غير واحد منهم .
60 -
حدثنا علي بن حجر، أخبرنا بقية بن الوليد، عن عتبة بن أبي حكيم، قال سمع الزهري، إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة يقول قال رسول الله ﷺ فقال الزهري قاتلك الله يا ابن أبي فروة تجيئنا بأحاديث ليست لها خطم ولا أزمة .
61 -
حدثنا أبو بكر، عن علي بن عبد الله، قال قال يحيى بن سعيد مرسلات مجاهد أحب إلى من مرسلات عطاء بن أبي رباح بكثير كان عطاء يأخذ عن كل ضرب . قال علي قال يحيى مرسلات سعيد بن جبير أحب إلى من مرسلات عطاء . قلت ليحيى مرسلات مجاهد أحب إليك أم مرسلات طاوس قال ما أقربهما . قال علي وسمعت يحيى بن سعيد يقول مرسلات أبي إسحاق عندي شبه لا شىء والأعمش والتيمي ويحيى بن أبي كثير ومرسلات ابن عيينة شبه الريح . ثم قال إي والله وسفيان بن سعيد . قلت ليحيى فمرسلات مالك قال هي أحب إلى . ثم قال يحيى ليس في القوم أحد أصح حديثا من مالك .
62 -
حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، قال سمعت يحيى بن سعيد القطان، يقول ما قال الحسن في حديثه قال رسول الله ﷺ إلا وجدنا له أصلا إلا حديثا أو حديثين . قال أبو عيسى ومن ضعف المرسل فإنه ضعفه من قبل أن هؤلاء الأئمة قد حدثوا عن الثقات وغير الثقات فإذا روى أحدهم حديثا وأرسله لعله أخذه عن غير ثقة . وقد تكلم الحسن البصري في معبد الجهني ثم روى عنه .
63 -
حدثنا بشر بن معاذ البصري، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، حدثني أبي وعمي، قالا سمعنا الحسن، يقول إياكم ومعبدا الجهني فإنه ضال مضل . قال أبو عيسى ويروى عن الشعبي حدثنا الحارث الأعور وكان كذابا . وقد حدث عنه وأكثر الفرائض التي يرويها عن علي وغيره هي عنه وقد قال الشعبي الحارث الأعور علمني الفرائض وكان من أفرض الناس .
64 -
قال وسمعت محمد بن بشار، يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول ألا تعجبون من سفيان بن عيينة لقد تركت لجابر الجعفي بقوله لما حكى عنه أكثر من ألف حديث ثم هو يحدث عنه . قال محمد بن بشار وترك عبد الرحمن بن مهدي حديث جابر الجعفي . وقد احتج بعض أهل العلم بالمرسل أيضا .
65 -
حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر الكوفي، حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن سليمان الأعمش، قال قلت لإبراهيم النخعي أسند لي عن عبد الله بن مسعود . فقال إبراهيم إذا حدثتك عن رجل عن عبد الله فهو الذي سميت وإذا قلت قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله . قال أبو عيسى وقد اختلف الأئمة من أهل العلم في تضعيف الرجال كما اختلفوا في سوى ذلك من العلم ذكر عن شعبة أنه ضعف أبا الزبير المكي وعبد الملك بن أبي سليمان وحكيم بن جبير وترك الرواية عنهم ثم حدث شعبة عمن هو دون هؤلاء في الحفظ والعدالة حدث عن جابر الجعفي وإبراهيم بن مسلم الهجري ومحمد بن عبيد الله العرزمي وغير واحد ممن يضعفون في الحديث .
66 -
حدثنا محمد بن عمرو بن نبهان بن صفوان البصري، حدثنا أمية بن خالد، قال قلت لشعبة تدع عبد الملك بن أبي سليمان وتحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي قال نعم . قال أبو عيسى وقد كان شعبة حدث عن عبد الملك بن أبي سليمان ثم تركه ويقال إنما تركه لما تفرد بالحديث الذي روي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ قال " الرجل أحق بشفعته ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا " . وقد ثبت غير واحد من الأئمة وحدثوا عن أبي الزبير وعبد الملك بن أبي سليمان وحكيم بن جبير
67 -
حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، حدثنا حجاج، وابن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، قال كنا إذا خرجنا من عند جابر بن عبد الله تذاكرنا حديثه وكان أبو الزبير أحفظنا للحديث .
68 -
حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي، حدثنا سفيان بن عيينة، قال قال أبو الزبير كان عطاء يقدمني إلى جابر بن عبد الله أحفظ لهم الحديث .
69 -
حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، قال سمعت أيوب السختياني، يقول حدثني أبو الزبير، وأبو الزبير، وأبو الزبير، . قال سفيان بيده يقبضها .
70 -
قال أبو عيسى إنما يعني به الإتقان والحفظ ويروى عن عبد الله بن المبارك قال كان سفيان الثوري يقول كان عبد الملك بن أبي سليمان ميزانا في العلم .
71 -
حدثنا أبو بكر، عن علي بن عبد الله، قال سألت يحيى بن سعيد عن حكيم بن جبير، فقال تركه شعبة من أجل الحديث الذي روى في الصدقة . يعني حديث عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ قال " من سأل الناس وله ما يغنيه كان يوم القيامة خموشا في وجهه " قيل يا رسول الله وما يغنيه قال " خمسون درهما أو قيمتها من الذهب " .
72 -
قال علي قال يحيى وقد حدث عن حكيم بن جبير، سفيان الثوري وزائدة . قال علي ولم ير يحيى بحديثه بأسا .
73 -
حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير، بحديث الصدقة . قال يحيى بن آدم قال عبد الله بن عثمان صاحب شعبة لسفيان الثوري لو غير حكيم حدث بهذا . فقال له سفيان وما لحكيم لا يحدث عنه شعبة قال نعم . فقال سفيان الثوري سمعت زبيدا يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد . قال أبو عيسى وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث حسن فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا . كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن . وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعان رب حديث يكون غريبا لا يروى إلا من وجه واحد مثل ما حدث حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه قال قلت يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة فقال " لو طعنت في فخذها أجزأ عنك " .
74 -
حدثنا أبو كريب، وأبو هشام الرفاعي وأبو السائب والحسين بن الأسود قالوا حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال " الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد " . قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه من قبل إسناده . وقد روي من غير وجه عن النبي ﷺ هذا وإنما يستغرب من حديث أبي موسى . سألت محمود بن غيلان عن هذا الحديث فقال هذا حديث أبي كريب عن أبي أسامة . وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال هذا حديث أبي كريب عن أبي أسامة لم نعرفه إلا من حديث أبي كريب عن أبي أسامة . فقلت له حدثنا غير واحد عن أبي أسامة بهذا . فجعل يتعجب وقال ما علمت أن أحدا حدث بهذا غير أبي كريب . وقال محمد كنا نرى أن أبا كريب أخذ هذا الحديث عن أبي أسامة في المذاكرة .
75 -
حدثنا عبد الله بن أبي زياد، وغير، واحد، قالوا حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا شعبة، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر، أن النبي ﷺ نهى عن الدباء والمزفت . قال أبو عيسى هذا حديث غريب من قبل إسناده لا نعلم أحدا حدث به عن شعبة غير شبابة . وقد روي عن النبي ﷺ من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت . وحديث شبابة إنما يستغرب لأنه تفرد به عن شعبة . وقد روى شعبة وسفيان الثوري بهذا الإسناد عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي ﷺ أنه قال " الحج عرفة " . فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد .
76 -
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو مزاحم، أنه سمع أبا هريرة، رضى الله عنه يقول قال رسول الله ﷺ " من تبع جنازة فصلى عليها فله قيراط ومن تبعها حتى يقضى قضاؤها فله قيراطان " . قالوا يا رسول الله ما القيراطان قال " أصغرهما مثل أحد " .
77 -
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا مروان بن محمد، عن معاوية بن سلام، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو مزاحم، سمع أبا هريرة، عن النبي ﷺ قال " من تبع جنازة فله قيراط ... " . فذكر نحوه بمعناه . قال عبد الله وأخبرنا مروان عن معاوية بن سلام قال قال يحيى وحدثني أبو سعيد مولى المهري عن حمزة بن سفينة عن السائب سمع عائشة رضى الله عنها عن النبي ﷺ نحوه .
78 -
حدثنا أبو حفص، عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا المغيرة بن أبي قرة السدوسي، قال سمعت أنس بن مالك، رضى الله عنه يقول قال رجل يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل قال " اعقلها وتوكل " . قال عمرو بن علي قال يحيى بن سعيد هذا عندي حديث منكر . قال أبو عيسى وهذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث أنس بن مالك إلا من هذا الوجه . وقد روي عن عمرو بن أمية الضمري عن النبي ﷺ نحو هذا . وقد وضعنا هذا الكتاب على الاختصار لما رجونا فيه من المنفعة نسأل الله المنفعة بما فيه وأن يجعله لنا حجة برحمته وأن لا يجعله علينا وبالا برحمته آمين .

كتاب شرح السنة تأليف إمام أهل السنة والجماعة في عصره أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري،

---

كتاب شرح السنة تأليف إمام أهل السنة والجماعة في عصره أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، 

 النص المحقق.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومن علينا به وأخرجنا في خير أمة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى والحفظ مما يكره ويسخط.
1 -
اعلم أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر فمن السنة لزوم الجماعة و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا.
2 -
والأساس الذي بينا عليه الجماعة هم أصحاب محمد ﷺ رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة والضلال وأهله في النار قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلاله فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله وتبين للناس فعلى الناس الاتباع.
3 -
واعلم رحمك الله أن الدين إنما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام فإنه لا حجة لك فقد بين رسول الله ﷺ لأمته السنة وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة وهم السواد الأعظم والسواد الأعظم الحق وأهله فمن خالف أصحاب رسول الله ﷺ في شيء من أمر الدين فقد كفر.
4 -
واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها فاحذر المحرمات من الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار.
5 -
واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع المخرج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي ﷺ أو أحد من العلماء فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيئا فتسقط في النار.
6 -
واعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد إلا الخير فلا يقتدى بزلله فإنه هالك ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من عرفه أن يحذر الناس منه ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك.
7 -
واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله ﷺ فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس منه.
8 -
واعلم رحمك الله أنه ليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تتبع فيها الأهواء بل هو التصديق بآثار رسول الله ﷺ بلا كيف ولا شرح ولا يقال لم ولا كيف فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب وإن أصاب صاحبه الحق والسنة.
9 -
واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه تعالى في القرآن وما بين رسول الله ﷺ لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى يعلم السر وأخفى وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان، ولا يقول في صفات الرب تعالى لم إلا شاك في الله تبارك وتعالى والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره وليس مخلوقا لأن القرآن من الله وما كان من الله فليس بمخلوق وهكذا قال مالك بن أنس وأحمد بن حنبل والفقهاء قبلهما وبعدهما والمراء فيه كفر.
10 -
والإيمان بالرؤية يوم القيامة يرون الله تعالى بأعين رؤوسهم وهو يحاسبهم بلا حاجب ولا ترجمان.
11 -
والإيمان بالميزان يوم القيامة يوزن فيه الخير والشر له كفتان وله لسان.
12 -
والإيمان بعذاب القبر ومنكر ونكير.
13 -
والإيمان بحوض رسول الله ﷺ ولكل نبي حوض إلا صالح عليه السلام فإن حوضه ضرع ناقته.
14 -
والإيمان بشفاعة رسول الله ﷺ للمذنبين الخاطئين يوم القيامة وعلى الصراط ويخرجهم من جوف جهنم وما من نبي إلا وله شفاعة وكذلك الصديقون والشهداء والصالحون ولله بعد ذلك تفضل كثير على من يشاء والخروج من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما.
15 -
والإيمان بالصراط على جهنم يأخذ الصراط من شاء الله ويجوز من شاء الله ويسقط في جهنم من شاء الله ولهم أنوار على قدر إيمانهم.
16 -
والإيمان بالأنبياء والملائكة.
17 -
والإيمان بأن الجنة حق والنار حق وأنهما مخلوقتان الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش والنار تحت الأرض السابعة السفلى وهما مخلوقتان قد علم الله تعالى عدد أهل الجنة ومن يدخلها وعدد أهل النار ومن يدخلها لا تفنيان أبدا بقاؤهما مع بقاء الله أبد الآبدين ودهر الداهرين.
18 -
وآدم عليه السلام كان في الجنة الباقية المخلوقة فأخرج منها بعدما عصى الله تعالى.
19 -
والإيمان بالمسيح الدجال.
20 -
والإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويتزوج ويصلي خلف القائم من آل محمد ﷺ ويموت ويدفنه المسلمون.
21 -
والإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء.
22 -
وأفضل هذه الأمة والأمم كلها بعد الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان هكذا روي لنا عن ابن عمر قال كنا نقول ورسول الله ﷺ بين أظهرنا إن خير الناس بعد رسول الله ﷺ أبو بكر وعمر وعثمان ويسمع بذلك النبي ﷺ فلا ينكره ثم أفضل الناس بعد هؤلاء علي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بن الجراح وكلهم يصلح للخلافة ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله ﷺ القرن الأول الذي بعث فيهم المهاجرون الأولون والأنصار وهم من صلى القبلتين ثم أفضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله ﷺ يوما أو شهرا أو سنة أو أقل من ذلك أو أكثر نترحم عليهم ونذكر فضلهم ونكف عن زللهم ولا نذكر أحدا منهم إلا بالخير لقول رسول الله ﷺ إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وقال سفيان بن عيينة من نطق في أصحاب رسول الله ﷺ بكلمة فهو صاحب هوى.
23 -
والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام برا كان أو فاجرا والحج والغزو مع الإمام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلى بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قال أحمد ابن حنبل.
24 -
والخلافة في قريش إلى أن ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي قد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية.
25 -
ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه وإن جار وذلك لقول رسول الله ﷺ لأبي ذر الغفاري اصبر وإن كان عبدا حبشيا وقوله للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض وليس من السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين.
26 -
ويحل قتال الخوارج إذا عرضوا للمسلمين في أموالهم وأنفسهم وأهليهم وليس له إذا فارقوه أن يطلبهم ولا يجهز على جريحهم ولا يأخذ فيهم ولا يقتل أسيرهم ولا يتبع مدبرهم.
27 -
واعلم أنه لا طاعة لبشر في معصية الله تعالى.
28 -
ومن كان من أهل الإسلام فلا تشهد له بعمل خير ولا شر فإنك لا تدري بما يختم له عند الموت ترجو له رحمة الله وتخاف عليه ذنوبه لا تدري ما سبق له عند الموت إلى الله من الندم وما أحدث الله في ذلك الوقت إذا مات على الإسلام ترجو له الرحمة وتخاف عليه ذنوبه وما من ذنب إلا وللعبد منه توبة.
29 -
والرجم حق والمسح على الخفين سنة وتقصير الصلاة في السفر سنة والصوم في السفر من شاء صام ومن شاء أفطر ولا بأس بالصلاة في السراويل.
30 -
والنفاق أن يظهر الإسلام باللسان ويخفي الكفر بالضمير.
31 -
واعلم بأن الدنيا دار إيمان وإسلام وأمة محمد ﷺ فيها مؤمنون مسلمون في أحكامهم ومواريثهم وذبائحهم والصلاة عليهم ولا نشهد لأحد بحقيقة الإيمان حتى يأتي بجميع شرائع الإسلام فإن قصر في شيء من ذلك كان ناقص الإيمان حتى يتوب واعلم أن إيمانه إلى الله تعالى تام الإيمان أو ناقص الإيمان إلا ما أظهر لك من تضييع شرائع الإسلام.
32 -
والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة والمرجوم والزاني والزانية والذي يقتل نفسه وغيره من أهل القبلة والسكران وغيرهم الصلاة عليهم سنة ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله تعالى أو يرد شيئا من آثار رسول الله ﷺ أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله وإذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام فإذا لم يفعل شيئا من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالإسم لا بالحقيقة.
33 -
وكل ما سمعت من الآثار شيئا مما لم يبلغه عقلك نحو قول رسول الله ﷺ قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن تعالى وقوله إن الله ينزل إلى السماء الدنيا وينزل يوم عرفة وينزل يوم القيامة وإن جهنم لا يزال يطرح فيها حتى يضع عليها قدمه جل ثناؤه وقول الله تعالى للعبد إن مشيت إلي هرولت إليك وقوله خلق الله آدم على صورته وقول رسول الله ﷺ رأيت ربي في أحسن صورة وأشباه هذه الأحاديث فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض والرضا ولا تفسر شيئا من هذه بهواك فإن الإيمان بهذا واجب فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جهمي ومن زعم أنه يرى ربه في دار الدنيا فهو كافر بالله تعالى.
34 -
والفكرة في الله بدعة لقول رسول الله ﷺ تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الله فإن الفكرة في الرب تقدح الشك في القلب.
35 -
وأعلم أن الهوام والسباع والدواب نحو الذرو والذباب والنمل كلها مأمورة ولا يعلمون شيئا إلا بإذن الله تعالى.
36 -
والإيمان بأن الله قد علم ما كان من أول الدهر وما لم يكن وما هو كائن أحصاه وعده عدا ومن قال إنه لا يعلم إلا ما كان وما هو كائن فقد كفر بالله العظيم.
37 -
ولا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل وصداق قل أو كثر ومن لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي له وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثا فقد حرمت عليه لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره.
38 -
ولا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا اله الا الله ويشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا بإحدى ثلاث زنا بعد إحصان أو مرتد بعد إيمان أو قتل نفس مؤمنة بغير حق فيقتل به وما سوى ذلك فدم المسلم على المسلم حرام أبدا حتى تقوم الساعة.
39 -
وكل شيء مما أوجب الله عليه الفناء يفنى إلا الجنة والنار والعرش والكرسي والصور والقلم واللوح ليس يفنى شيء من هذا أبدا ثم يبعث الله الخلق على ما أماتهم عليه يوم القيامة ويحاسبهم بما شاء فريق في الجنة وفريق في السعير ويقول لسائر الخلق ممن لم يخلق للبقاء كونوا ترابا.
40 -
والإيمان بالقصاص يوم القيامة بين الخلق كلهم بني آدم والسباع والهوام حتى للذرة من الذرة حتى يأخذ الله تعالى لبعضهم من بعض لأهل الجنة من أهل النار ولأهل النار من أهل الجنة ولأهل الجنة بعضهم من بعض ولأهل النار بعضهم من بعض.
41 -
وإخلاص العمل لله والرضا بقضاء الله والصبر على حكم الله والإيمان بأقدار الله كلها خيرها وشرها حلوها ومرها.
42 -
والإيمان بما قال الله قد علم الله ما العباد عاملون والى ما هم صائرون لا يخرجون من علم الله ولا يكون في الأرضين والسماوات إلا ما علم الله تعالى وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولا خالق مع الله تعالى.
43 -
والتكبير على الجنائز أربع وهو قول مالك بن أنس وسفيان الثوري والحسن بن صالح وأحمد بن حنبل والفقهاء وهكذا قال رسول الله ﷺ.
44 -
والإيمان بأن مع كل قطرة ملك ينزل من السماء حتى يضعها حيث أمره الله تعالى.
45 -
والإيمان بأن رسول الله ﷺ حين كلم أهل القليب يوم بدر أي المشركين كانوا يسمعون كلامه
46 -
والإيمان بأن الرجل إذا مرض آجره الله على مرضه والشهيد يأجره الله على شهادته.
47 -
والإيمان بأن الأطفال إذا أصابهم شيء في دار الدنيا يألمون وذلك أن بكر بن أخت عبد الوهاب قال لا يألمون وكذب.
48 -
واعلم أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله ولا يعذب الله أحدا إلا بقدر ذنوبه ولو عذب أهل السموات والأرض برهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم لهم لا يجوز أن يقال لله تعالى إنه ظالم وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له والله له الخلق والأمر والخلق خلقه والدار داره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولا يقال لم وكيف ولا يدخل أحد بين الله وبين خلقه.
49 -
وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها أو ينكر شيئا من أخبار رسول الله ﷺ فاتهمه على الإسلام فإنه رجل رديء المذهب والقول ولا يطعن على رسول الله ﷺ ولا على أصحابه لأنا إنما عرفنا الله وعرفنا رسوله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآثار فإن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن.
50 -
والكلام والجدل والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق لأن القدر سر الله ونهى الرب جل اسمه الأنبياء عن الكلام في القدر ونهى النبي ﷺ عن الخصومة في القدر وكرهه أصحاب رسول الله ﷺ والتابعون وكرهه العلماء وأهل الورع ونهوا عن الجدال في القدر فعليك بالتسليم والإقرار والإيمان واعتقاد ما قال رسول الله ﷺ في جملة الأشياء واسكت عما سوى ذلك.
51 -
والإيمان بأن رسول الله ﷺ اسري به إلى السماء وصار إلى العرش وسمع كلام الله ودخل الجنة واطلع في النار ورأى الملائكة وسمع كلام الله تعالى وبشرت به الأنبياء ورأى سرادقات العرش والكرسي وجميع ما في السموات في اليقظة حمله جبريل على البراق حتى أداره في السموات وفرضت عليه الصلوات الخمس تلك الليلة ورجع إلى مكة ليلته وذلك قبل الهجرة.
52 -
واعلم أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش وأرواح الفجار والكفار في بئر برهوت وهي في سجين.
53 -
والإيمان بأن الميت يقعد في قبره وترسل فيه الروح حتى يسأله منكر ونكير عن الإيمان وشرائعه ثم تسل روحه بلا ألم ويعرف الميت الزائر إذا زاره ويتنعم المؤمن في القبر ويعذب الفاجر كيف شاء الله.
54 -
والإيمان بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم.
55 -
والعقل مولود أعطي كل انسان من العقل ما أراد الله يتفاوتون في العقول مثل الذرة في السماوات ويطلب من كل إنسان من العمل على قدر ما أعطاه من العقل وليس العقل باكتساب إنما هو فضل من الله.
56 -
واعلم أن الله فضل العباد بعضهم على بعض في الدين والدنيا عدلا منه لا يقال جار ولا حابى فمن قال إن فضل الله على المؤمن والكافر سواء فهو صاحب بدعة بل فضل الله المؤمن على الكافر والطائع على العاصي والمعصوم على المخذول عدلا منه هو فضله يعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء.
57 -
ولا يحل أن تكتم النصيحة أحدا من المسلمين برهم وفاجرهم في أمر الدين فمن كتم فقد غش المسلمين ومن غش المسلمين فقد غش الدين ومن غش الدين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.
58 -
والله سميع بصير عليم يداه مبسوطتان قد علم أن الخلق يعصونه قبل أن يخلقهم علمه نافذ فيهم فلم يمنعه علمه فيهم أن هداهم للإسلام ومن به عليهم كرما وجودا وتفضلا فله الحمد.
59 -
واعلم أن البشارة عند الموت ثلاث بشارات يقال أبشر يا حبيب الله برضى الله والجنة ويقال أبشر يا عبد الله بالجنة بعد الانتقام ويقال أبشر يا عدو الله بغضب الله والنار هذا قول ابن عباس.
60 -
واعلم أن أول من ينظر إلى الله تعالى في الجنة ألاضراء ثم الرجال ثم النساء بأعين رؤوسهم كما قال رسول الله ﷺ إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته والإيمان بهذا واجب وإنكاره كفر.
61 -
واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة والعجب وكيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال والله يقول ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فعليك بالتسليم والرضى بالآثار والكف والسكوت.
62 -
والإيمان بأن الله يعذب الخلق في النار في الأغلال والانكال والسلاسل والنار في أجوافهم وفوقهم وتحتهم وذلك أن الجهمية منهم هشام الفوطي قال إنما يعذب الله عند النار ردا على الله ورسوله.
63 -
واعلم أن صلاة الفريضة خمس صلوات لا يزاد فيهن ولا ينقص في مواقيتها وفي السفر ركعتان إلا المغرب فمن قال أكثر من خمس فقد ابتدع ومن قال أقل من خمس فقد ابتدع لا يقبل الله شيئا منها إلا لوقتها إلا أن يكون نسيانا فإنه معذور يأتي بها إذا ذكرها أو يكون مسافرا فيجمع بين الصلاتين إن شاء.
64 -
والزكاة من الذهب والفضة والتمر والحبوب والدواب على ما قال رسول الله ﷺ فإن قسمها فجائز وإن دفعها إلى الإمام فجائز والله أعلم.
65 -
واعلم أن أول الإسلام شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن ما قال الله كما قال ولا خلف لما قال وهو عند ما قال.
66 -
والإيمان بالشرائع كلها.
67 -
واعلم أن الشراء والبيع حلال إذا بيع في أسواق المسلمين على حكم الكتاب والسنة من غير أن يدخله تغرير أو ظلم أو غدر أو خلاف للقرآن أو خلاف للعلم.
68 -
واعلم أنه ينبغي للعبد أن تصحبه الشفقة أبدا ما صحب الدنيا لأنه لا يدري على ما يموت وبما يختم له وعلى ما يلقى الله تعالى وإن عمل كل عمل من الخير وينبغي للرجل المسرف على نفسه أن لا يقطع رجاءه عند الموت ويحسن ظنه بالله ويخاف ذنوبه فإن رحمة الله فبفضل وإن عذبه فبذنب.
69 -
والإيمان بأن الله تعالى اطلع نبيه ﷺ على ما يكون في أمته إلى يوم القيامة.
70 -
واعلم أن رسول الله ﷺ قال ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة قيل من هم يا رسول الله قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي هكذا كان الدين إلى خلافة عمر بن الخطاب الجماعة كلها وهكذا في زمن عثمان فلما قتل عثمان رضي الله عنه جاء الاختلاف والبدع وصار الناس فرقا فمن الناس من ثبت على الحق عند أول التغيير وقال به وعمل به ودعا إليه وكان الأمر مستقيما حتى كانت الطبقة الرابعة في خلافة فلان انقلب الزمان وتغير الناس جدا وفشت البدع وكثر الدعاة إلى غير سبيل الحق والجماعة ووقعت المحنة في كل شيء لم يتكلم به رسول الله ﷺ ولا أحد من الصحابة ودعوا إلى الفرقة وقد نهى الله تعالى عن الفرقة وكفر بعضهم بعضا وكل دعا إلى رأيه وإلى تكفير من خالفه فضل الجهال والرعاع ومن لا علم له وأطمعوا الناس في شيء من أمر الدنيا وخوفوهم عقاب الدنيا فاتبعهم الخلق على خوف في دينهم ورغبة في دنياهم فصارت السنة وأهل السنة مكتومين وظهرت البدعة وفشت وكفروا من حيث لا يعلمون من وجوه شتى ووضعوا القياس وحملوا قدرة الرب وآياته وأحكامه وأمره ونهيه على عقولهم وآرائهم فما وافق عقولهم قبلوه وما خالف عقولهم ردوه فصار الإسلام غريبا والسنة غريبة وأهل السنة غرباء في جوف ديارهم.
71 -
واعلم أن المتعة متعة النساء والاستحلال حرام إلى يوم القيامة.
72 -
واعرف لبني هاشم فضلهم لقرابتهم من رسول الله ﷺ واعرف فضل قريش والعرب وجميع الأفخاذ فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام.
73 -
ومولى القوم منهم واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله ﷺ فيهم وآل الرسول فلا تسبهم واعرف فضلهم وجيرانه من أهل المدينة فاعرف فضلهم.
74 -
واعلم أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية حتى كان في خلافة بني العباس تكلمت الرويبضة في أمر العامة وطعنوا على آثار رسول الله ﷺ وأخذوا بالقياس والرأي وكفروا من خالفهم فدخل في قولهم الجاهل والمغفل والذي لا علم له حتى كفروا من حيث لا يعلمون فهلكت الأمة من وجوه وكفرت من وجوه وتزندقت من وجوه وضلت من وجوه وابتدعت من وجوه إلا من ثبت على قول رسول الله ﷺ وأمره ونهيه وأصحابه ولم يتخطى أحدا منهم ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم وعلم أنهم كانوا على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح.
75 -
واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله ﷺ.
76 -
ومن قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن سكت ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله ﷺ إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ.
77 -
واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية من أنهم فكروا في الرب تعالى فأدخلوا لم وكيف وتركوا الأثر ووضعوا القياس وقاسوا الدين على رأيهم فجاءوا بالكفر عيانا لا يخفي ف كفروا وكفروا الخلق واضطرهم الأمر إلى أن قالوا بالتعطيل.
78 -
قال بعض العلماء منهم أحمد بن حنبل الجهمي كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث لأنه قال لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين ولا صدقة وقالوا من لم يقل القرآن مخلوق فهو كافر واستحلوا السيف على أمة محمد ﷺ وخالفوا من كان قبلهم وامتحنوا الناس بشيء لم يتكلم فيه رسول الله ﷺ ولا أحد من أصحابه وأرادوا تعطيل المساجد والجوامع وأوهنوا الإسلام وعطلوا الجهاد وعملوا في الفرقة وخالفوا الآثار وتكلموا بالمنسوخ واحتجوا بالمتشابه فشككوا الناس في أديانهم واختصموا في ربهم وقالوا ليس هناك عذاب قبر ولا حوضا ولا شفاعة والجنة والنار لم يخلقا وأنكروا كثيرا مما قال رسول الله ﷺ فاستحل من استحل تكفيرهم ودمائهم من هذا الوجه لأنه من رد آية من كتاب الله فقد رد الكتاب كله ومن رد حديثا عن رسول الله ﷺ فقد رد الأثر كله وهو كافر بالله العظيم فدامت لهم المدة ووجدوا من السلطان معونة على ذلك ووضعوا السيف والسوط على من دون ذلك فدرس علم السنة والجماعة وأوهنوها فصاروا مكتومين لإظهار البدع والكلام فيها ولكثرتهم فاتخذوا المجالس وأظهروا آراءهم ووضعوا فيها الكتب وأطمعوا الناس وطلبوا لهم الرياسة فكانت فتنة عظيمة لم ينج منها إلا من عصم الله فأدنى ما كان يصيب الرجل من مجالستهم أن يشك في دينه أو يتابعهم أو يرى رأيهم على الحق ولا يدري أنهم على حق أو على باطل فصار شاكا فهلك الخلق حتى كانت أيام جعفر الذي يقال له المتوكل فأطفأ الله به البدع وأظهر به الحق وأظهر به أهل السنة وطالت ألسنتهم مع قلتهم وكثرة أهل البدع إلى يومنا هذا فالرسم والبدع وأهل الضلالة قد بقي منهم قوم يعملون بها ويدعون إليها لا مانع يمنعهم ولا حاجز يحجزهم عما يقولون ويعملون.
79 -
واعلم أنه لم تجئ زندقة قط إلا من الهمج الرعاع واتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح فمن كان هكذا فلا دين له قال الله تعالى فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم وهم علماء السوء أصحاب الطمع.
80 -
واعلم أنه لا يزال الناس في عصابة من أهل الحق والسنة يهديهم الله ويهدي بهم غيرهم ويحيي بهم السنن وهم الذين وصفهم الله تعالى مع قلتهم عند الاختلاف فقال وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جآءتهم البينات بغيا بينهم ثم استثناهم فقال فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وقال رسول الله ﷺ لا تزال عصبة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون.
81 -
واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب.
82 -
واعلم أنه من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأوله من غير حجة من السنة والجماعة فقد قال على الله ما لا يعلم ومن قال على الله مالا يعلم فهو من المتكلفين والحق ما جاء من عند الله تعالى والسنة ما سنه رسول الله ﷺ والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله ﷺ في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ومن اقتصر على سنة رسول الله ﷺ وما كان عليه الجماعة فلج على أهل البدعة كلهم واستراح بدنه وسلم له دينه إن شاء الله لأن رسول الله ﷺ قال ستفترق أمتي وبين لنا رسول الله ﷺ الفرقة الناجية منها فقال ما أنا عليه وأصحابي فهذا هو الشفاء والبيان والأمر الواضح والمنار المستقيم وقال رسول الله ﷺ إياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بدينكم العتيق.
83 -
واعلم أن الدين العتيق ما كان من وفاة رسول الله ﷺ إلى قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان قتله أول الفرقة وأول الاختلاف فتحاربت الأمة وافترقت واتبعت الطمع والهوى والميل إلى الدنيا.
84 -
وليس لأحد رخصة في شيء أخذ به مما لم يكن عليه أصحاب رسول الله ﷺ أو يكون رجل يدعو إلى شيء أحدثه من قبله من أهل البدع فهو كمن أحدثه فمن زعم ذلك أو قال به فقد رد السنة وخالف الحق والجماعة وأباح الهوى وهو أشر على هذه الأمة من إبليس ومن عرف ما ترك أهل البدع من السنة وما فارقوا منها فتمسك به فهو صاحب سنة وصاحب جماعة وحقيق أن يتبع وأن يعاون وأن يحفظ وهو ممن أوصى به رسول الله ﷺ.
85 -
واعلم أن أصول البدع أربعة أبواب يتشعب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى ثم يصير كل واحد من البدع يتشعب حتى تصير كلها إلى ألفين وثمان مائة كلها ضلالة وكلها في النار إلا واحدة وهو من آمن بما في هذا الكتاب واعتقده من غير ريبة في قلبه ولا شكوك فهو صاحب سنة وهو الناجي إن شاء الله.
86
واعلم أن الناس لو وقفوا عند محدثات الأمور ولم يجاوزوها بشيء ولم يولدوا كلاما مما لم يجيء فيه أثر عن رسول الله ﷺ ولا عن أصحابه لم تكن بدعة.
87 -
واعلم أنه ليس بين العبد وبين أن يكون مؤمنا حتى يصير كافرا إلا أن يجحد شيئا مما أنزل الله أو يزيد في كلام الله أو ينقص أو ينكر شيئا مما قال الله تعالى أو شيئا مما تكلم به رسول الله ﷺ فاتق الله وانظر لنفسك وإياك والغلو في الدين فإنه ليس من طريق الحق في شيء.
88 -
وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى وعن رسوله ﷺ وعن التابعين وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع فاتق الله يا عبد الله وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضى بما في هذا الكتاب ولا تكتم هذا الكتاب احدا من أهل القبلة فعسى الله أن يرد به حيرانا من حيرته أو صاحب بدعة من بدعته أو ضالا عن ضلالته فينجو به فاتق الله وعليك بالأمر الأول العتيق وهو ما وصفت لك في هذا الكتاب فرحم الله عبدا ورحم والديه قرأ هذا الكتاب وبثه وعمل به ودعا إليه واحتج به فإنه دين الله ودين رسوله وأنه من استحل شيئا خلافا لما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين وقد رده كله كما لو أن عبدا آمن بجميع ما قال الله تعالى إلا أنه شك في حرف فقد جميع ما قال الله وهو كافر كما أن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل من صاحبها إلا بصدق النية وخالص اليقين وكذلك لا يقبل الله شيئا من السنة في ترك بعض ومن خالف ورد من السنة شيئا فقد رد السنة كلها فعليك بالقبول ودع المحال واللجاجة فإنه ليس من دين الله في شيء وزمانك خاصة زمان سوء فاتق الله.
89 -
فإذا وقعت الفتنة فالزم جوف بيتك وفر من جوار الفتنة وإياك والعصبية وكل ما كان من قتال بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة فاتق الله وحده لا شريك له ولا تخرج فيها ولا تقاتل فيها ولا تهوى ولا تشايع ولا تمايل ولا تحب شيئا من أمورهم فإنه يقال من أحب فعال قوم خيرا كان أو شرا كان كمن عمله وفقنا الله وإياكم لمرضاته وجنبنا وإياكم معاصيه.
90 -
وأقل من النظر في النجوم إلا بما تستعين به على مواقيت الصلاة واله عما سوى ذلك فإنه يدعو إلى الزندقة.
91 -
وإياك والنظر في الكلام والجلوس إلى أصحاب الكلام وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس.
92 -
واعلم أنه ما عبد الله بمثل الخوف من الله وطريق الخوف والحذر والشفقات والحياء من الله تبارك وتعالى واحذر أن تجلس مع من يدعو إلى الشوق والمحبة ويخلو مع النساء وطريق المذهب فإن هؤلاء كلهم في ضلالة.
93 -
واعلم أن الله تعالى دعا الخلق كلهم إلى عبادته ومن من بعد ذلك على من يشاء بالإسلام تفضلا منه.
94 -
والكف عن حرب علي ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير رحمهم الله أجمعين ومن كان معهم لا تخاصم فيهم وكل أمرهم إلى الله تعالى فإن رسول الله ﷺ قال إياكم وذكر أصحابي وأصهاري وأختاني وقال إن الله تعالى نظر إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
95 -
واعلم أنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه وإن كان مع رجل مال حرام فقد ضمنه لا يحل لأحد أن يأخذ منه شيئا إلا بإذنه فإنه عسى أن يتوب هذا فيريد أن يرده على أربابه فأخذت حراما.
96 -
والمكاسب ما بان لك صحته فهو مطلق إلا ما ظهر فساده فإن كان فاسدا يأخذ من الفاسد ممسكة نفسه ولا تقول اترك المكاسب وآخذ ما أعطوني لم يفعل هذا الصحابة ولا العلماء إلى زماننا هذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسب فيه بعض الدنية خير من الحاجة إلى الناس.
97 -
والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهميا فإنه معطل وإن صليت خلفه فأعد صلاتك وإن كان امامك يوم الجمعة جهميا وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك وإن كان إمامك من السلطان وغيره صاحب سنة فصل خلفه ولا تعد صلاتك.
98 -
والإيمان بأن أبا بكر وعمر رحمة الله عليهما في حجرة عائشة مع رسول الله ﷺ قد دفنا هنالك معه فإذا أتيت القبر فالتسليم عليهما بعد رسول الله ﷺ واجب.
99 -
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إلا من خفت سيفه وعصاه والتسليم على عباد الله أجمعين.
100 -
ومن ترك صلاة الجمعة والجماعة في المسجد من غير عذر فهو مبتدع والعذر كمرض لا طاقة له بالخروج إلى المسجد أو خوف من سلطان ظالم وما سوى ذلك فلا عذر لك ومن صلى خلف إمام فلم يقتد به فلا صلاة له.
101 -
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد واللسان والقلب بلا سيف والمستور من المسلمين من لم يظهر منه ريبة.
102 -
وكل علم إدعاه العباد من علم الباطن لم يوجد في الكتاب ولا في السنة فهو بدعة وضلالة لا ينبغي لأحد أن يعمل به ولا يدعو إليه.
103 -
وأي امرأة وهبت نفسها لرجل فإنها لا تحل له يعاقبان إن نال منها شيئا إلا بولي وشاهدي عدل وصداق.
104 -
وإذا رأيت الرجل يطعن على أصحاب النبي ﷺ فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى لقول رسول ﷺ إذا ذكر أصحابي فأمسكوا فقد علم النبي ﷺ ما يكون منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم إلا خيرا وقال ذروا أصحابي لا تقولوا فيهم إلا خيرا ولا تحدث بشيء من زللهم ولا حربهم ولا ما غاب عنك علمه ولا تسمعه من أحد يحدث به فإنه لا يسلم لك قلبك إن سمعته.
105 -
وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار أو يرد الآثار أو يريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع.
106 -
واعلم أن جور السلطان لا ينقص فريضة من فرائض الله التي افترضها على لسان نبيه ﷺ جوره على نفسه وتطوعك وبرك معه تام إن شاء الله تعالى يعني الجماعة والجمعة والجهاد معهم وكل شيء من الطاعات فشاركهم فيه فلك نيتك له.
107 -
وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول فضيل بن عياض لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها الا في السلطان قيل له يا أبا علي فسر لنا هذا قال إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين.
108 -
ولا تذكر أحدا من أمهات المؤمنين إلا بخير.
109 -
وإذا رأيت الرجل يتعاهد الفرائض في جماعة مع السلطان وغيره فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى وإذا رأيت الرجل يتهاون بالفرائض في جماعة وإن كان مع السلطان فاعلم أنه صاحب هوى.
110 -
والحلال ما شهدت عليه وحلفت عليه أنه حلال وكذلك الحرام ما حاك في صدرك فهو شبهة.
111 -
والمستور من بان ستره والمهتوك من بان هتكه وإذا سمعت الرجل يقول فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي وإذا سمعت الرجل يقول فلان مشبه أو فلان يتكلم بالتشبيه فاعلم أنه جهمي وإذا سمعت الرجل يقول تكلم بالتوحيد واشرح لي التوحيد فاعلم أنه خارجي معتزلي أو يقول فلان مجبر أو يتكلم بالإجبار أو تكلم بالعدل فاعلم أنه قدري لأن هذه الأسماء محدثة أحدثها أهل البدع وقال عبد الله بن المبارك لا تأخذوا عن أهل الكوفة في الرفض شيئا ولا عن أهل الشام في السيف شيئا ولا عن أهل البصرة في القدر شيئا ولا عن أهل خراسان في الإرجاء شيئا ولا عن أهل مكة في الصرف ولا عن أهل المدينة في الغناء لا تأخذوا عنهم في هذه الأشياء شيئا.
112 -
وإذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة وأنس بن مالك وأسيد بن حضير فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله وإذا رأيت الرجل يحب أيوبا وابن عون ويونس بن عبيد وعبد الله بن ادريس الأودي والشعبي ومالك بن مغول ويزيد بن زريغ ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ومالك بن أنس والأوزاعي وزائدة بن قدامة فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال وأحمد بن نصر وذكرهم بخير وقال قولهم فاعلم أنه صاحب سنة.
113 -
وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فاحذره واعرفه فإن جلس معه بعدما علم فاتقه فإنه صاحب هوى.
114 -
وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه.
115 -
واعلم أن الأهواء كلها ردية تدعو إلى السيف وأردؤها وأكفرها الرافضة والمعتزلة والجهمية فإنهم يريدون الناس على التعطيل والزندقة.
116 -
واعلم أنه من تناول أحدا من أصحاب رسول الله ﷺ فاعلم أنه إنما أراد محمدا ﷺ وقد آذاه في قبره وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب فاسقا فاجرا صاحب معاص ظالما وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته وإذا رأيت الرجل عابدا مجتهدا متقشفا محترفا بالعبادة صاحب هوى فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال يا بني من أين خرجت قال من عند عمرو بن عبيد قال يا بني لأن أراك خرجت من بيت هيتي أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الهيتي لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره.
117 -
فاحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة وانظر من تجالس وممن تسمع ومن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا من عصم الله منهم وإذا رأيت الرجل يذكر ابن أبي داؤد والمريسي أو ثمامة وأبا الهذيل وهشام الفوطي أو واحدا من أتباعهم وأشياعهم فاحذره فإنه صاحب بدعة وإن هؤلاء كانوا على الردة واترك هذا الرجل الذي ذكرهم بخير.
118 -
والمحنة في الإسلام بدعة وأما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله إن هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون دينكم ولا تقبلوا الحديث الا ممن تقبلون شهادته فانظر إن كان صاحب سنة له معرفة صدوق كتبت عنه وإلا تركته.
119 -
وإذا أردت الإستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين فإن استماعك منهم وإن لم تقبل منهم يقدح الشك في القلب وكفى به قبولا فتهلك وما كانت قط زندقة ولا بدعة ولا هوى ولا ضلالة إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدع والشكوك والزندقة.
120 -
فالله الله في نفسك وعليك بالآثار وأصحاب الأثر والتقليد فإن الدين إنما هو التقليد يعني للنبي ﷺ وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ومن قبلنا لم يدعونا في لبس فقلدهم واسترح ولا تجاوز الأثر وأهل الأثر وقف عند متشابه القرآن والحديث ولا تقس شيئا ولا تطلب من عندك حيلة ترد بها على أهل البدع فإنك امرت بالسكوت عنهم فلا تمكنهم من نفسك أما علمت أن محمد بن سيرين مع فضله لم يجب رجلا من أهل البدع في مسألة واحدة ولا سمع منه آية من كتاب الله تعالى فقيل له فقال أخاف أن يحرفها فيقع في قلبي شيء.
121 -
وإذا سمعت الرجل يقول إنا نحن نعظم الله إذا سمع آثار رسول الله ﷺ فاعلم أنه جهمي يريد أن يرد أثر رسول الله ﷺ ويدفعه بهذه الكلمة وهو يزعم أنه يعظم الله وينزهه إذا سمع حديث الرؤية وحديث النزول وغيره أفليس قد رد أثر رسول الله ﷺ إذ قال إنا نحن نعظم الله أن ينزل من موضع إلى موضع فقد زعم أنه أعلم بالله من غيره فاحذر هؤلاء فإن جمهور الناس من السوقة وغيرهم على هذا الحال وحذر الناس منهم وإذا سألك الرجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده وإذا جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا وهو يزيل عن طريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم قال الحسن الحكيم لا يماري ولا يداري حكمته ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله وجاء رجل إلى الحسن فقال أنا أناظرك في الدين فقال الحسن أنا قد عرفت ديني فإن كان دينك قد ضل منك فاذهب فاطلبه وسمع رسول الله ﷺ قوما على باب حجرته يقول أحدهم ألم يقل الله كذا ويقول الآخر ألم يقل الله كذا فخرج مغضبا فقال أبهذا أمرتكم أم بهذا بعثت إليكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فنهاهم عن الجدال وكان ابن عمر يكره المناظرة ومالك بن أنس ومن فوقه ومن دونه إلى يومنا هذا وقول الله تعالى أكبر من قول الخلق قال الله تعالى وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا وسأل رجل عمر بن الخطاب فقال ما الناشطات نشطا فقال لو كنت محلوقا لضربت عنقك وقال النبي ﷺ المؤمن لا يماري ولا أشفع للمماري يوم القيامة ودعوا المراء لقلة خيره.
122 -
ولا يحل لرجل أن يقول فلان صاحب سنة حتى يعلم أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة فلا يقال له صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها قال عبد الله بن المبارك أصل اثنين وسبعين هوى أربعة أهواء فمن هذه الأربعة الأهواء تشعبت الاثنان وسبعون هوى القدرية والمرجئة والشيعة والخوارج فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان وعليا على أصحاب رسول الله ﷺ ولم يتكلم في الباقين إلا بخير ودعا لهم فقد خرج من التشيع أوله وآخره ومن قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الأرجاء أوله وآخره ومن قال الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل خليفة ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره ومن قال المقادير كلها من الله تعالى خيرها وشرها يضل من يشاء ويهدي من يشاء فقد خرج من قول القدرية أوله وآخره وهو صاحب سنة.
123 -
وبدعة ظهرت هي كفر بالله العظيم ومن قال بها فهو كافر بالله لا شك فيه من يؤمن بالرجعة ويقول علي بن أبي طالب حي وسيرجع قبل يوم القيامة ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ويتكلمون في الإمامة وأنهم يعلمون الغيب فاحذرهم فإنهم كفار بالله العظيم قال طعمة بن عمرو وسفيان بن عيينة من وقف عند عثمان وعلي فهو شيعي لا يعدل ولا يكلم ولا يجالس ومن قدم عليا على عثمان فهو رافضي قد رفض آثار أصحاب رسول الله ﷺ ومن قدم الأربعة على جميعهم وترحم على الباقين وكف عن زللهم فهو على طريق الاستقامة والهدى في هذا الباب.
124 -
والسنة أن تشهد للعشرة الذين شهد لهم رسول الله ﷺ بالجنة أنهم من أهل الجنة لا شك فيه ولا تفرد بالصلاة على أحد إلا رسول الله ﷺ وعلى آله فقط وتعلم أن عثمان قتل مظلوما ومن قتله كان ظالما فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه الجماعة ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أوشك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى ومن جحد أو شك في حرف من القرآن أو في شيء جاء عن رسول الله ﷺ لقي الله مكذبا فاتق الله واحذر وتعاهد إيمانك.
125 -
 
ومن السنة أن لا تطيع أحدا في معصية الله ولا الوالدين والخلق جميعا ولا طاعة لبشر في معصية الله ولا يحب عليه أحدا واكره ذلك كله لله         .
126 -
والإيمان بأن التوبة فرض على العباد أن يتوبوا إلى الله تعالى من كبير المعاصي وصغيرها.
127 -
ومن لم يشهد لمن شهد له رسول الله ﷺ بالجنة فهو صاحب بدعة وضلالة شاك فيما قال رسول الله ﷺ قال مالك بن أنس من لزم السنة وسلم منه أصحاب رسول الله ﷺ ثم مات كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإن قصر في العمل وقال بشر بن الحارث السنة هي الإسلام والإسلام هو السنة وقال الفضيل بن عياض إذا رأيت رجلا من أهل السنة فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله ﷺ وإذا رأيت رجلا من أهل البدع فكأنما رأيت رجلا من المنافقين وقال يونس بن عبيد العجب ممن يدعو اليوم إلى السنة وأعجب منه المجيب إلى السنة وكان ابن عون يقول عند الموت السنة السنة وإياكم والبدع حتى مات.
128 -
وقال أحمد بن حنبل مات رجل من أصحابي فرئي في المنام فقال قولوا لأبي عبد الله عليك بالسنة فإن أول ما سألني ربي تعالى عن السنة وقال أبو العالية من مات على السنة مستورا فهو صديق والاعتصام بالسنة نجاة وقال سفيان الثوري من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها يعني إلى البدع.
129 -
وقال داود بن أبي هند أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران لا تجالس أهل البدع فإن جالستهم فحاك في صدرك شيء مما يقولون أكببتك في نار جهنم.
130 -
وقال الفضيل بن عياض من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة وقال الفضيل بن عياض لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة وقال الفضيل بن عياض من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه وقال الفضيل بن عياض من جلس مع أصحاب بدعة في طريق فجز في طريق غيره وقال الفضيل بن عياض من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله تعالى على محمد ﷺ ومن زوج كريمته مبتدع فقد قطع رحمها ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع وقال الفضيل بن عياض آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد وقال الفضيل بن عياض إذا علم الله تعالى من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له وإن قل عمله ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة فلا تكن صاحب بدعة في الله أبداً.
انتهى